اختي ابتهال يبدو ان كلانا يتفق على ان هناك خلل في مجتمعاتنا الشرقية وهذا الخلل يحتاج الى تقويم , لكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه ما هي الطريقة المثلى في التقويم
وهنا فقط اتساءل واتمنى ان اعرف الاجابة هل يكون التغيير بمحاربة المجتمع الذي نعيش فيه ونسفه ارائه وفلسفاته ومعتقداته عن طريق الصدام المباشر وهل حقا اننا اذا فعلنا نصبح اداة تغيير حقيقية ام يكون التغيير عن طريق فهم الاخر واستخدام اسلوب الحواروالاقناع الذي يحتوي على عناصر كثيرة اهمها المحبة , نعلمهم ونحاول ان نشرح لهم الاخطاء التي يعيشون بها لاننا نحبهم ونكره ان يعيشوا في جهل وتخلف كما تعلمين يا ابتهال ان سقراط شخصية من اروع الشخصيات الموجودة بالتاريخ , امن سقراط بأن الاثام كلها وليدة الجهل وان الناس لو عرفوا الحق لاتبعوه من اقوال سقراط التي تعجبني ( ينبغي للعالم ان يخاطب الجاهل كما يخاطب الطبيب مريضه ) والطريقة الرائعة التي كان يتبعها سقراط في تعليم الناس هي طرح الاسئلة على مجموعة من الناس ويستمع لاجوبتهم وعندها يقوم بتفنيد كل جواب حتى اذا وصل هؤلاء الاشخاص لحالة من الحيرة واليأس عندها يقول لهم الجواب الشافي الكافي الذي يقنعهم
صديقتي ابتهال تخيلي ان هناك سائق يقود سيارته بطريقة جبلية متعرجة شديدة الانحدار تحتاج هذه الطريق الى دقة شديدة و يقظة متناهية حتى لا تنحرف السيارة وتسقط في احد الوديان السحيقة .. ماذا سيكون عليه الامر لو قرر هذا السائق ان يقوم برحلته هذه وكان قد مضى عليه عدة ايام بلا نوم وايضا كان قد تعاطى بعض انواع المخدر ألا تتفقون معي ان رحلة هذا السائق في الطريق الجبلية الوعرة تكون نوعا من الانتحار .. وماذا ستكون ردة فعل السائق الى ما نحرفت السيارة وخرجت عن طريقها وطارت بالهواء باتجاه الوادي السحيق , ترى ما افضل حل يمكن ان يقوم به السائق وقد اصبحت السيارة بالهواء السائق هنا هو رب الاسرة فبمجرد ان يغفل عن ابنائه وبناته قد يستيقظ ولكن عند فوات الاوان, في القصة التي ذكرتها قد تكون الفتاة مخطئة لكن خطأ والدها بالغفلة عن ابنته يأتي قبل خطأ الفتاة
ارجوكم لا تنزلقوا في الحديث الان لتحدثوني عن الحرية والحقوق وو الخ الخ اني اتحدث هنا عن تقاليد مجتمع معين به قوانين معينة واعراف معينة الخروج على هذه القوانين والاعراف تعتبر بمثابة الخروج على ناموس الطبيعة لهذا المجتمع فلا عجب ان يرفضك هذا المجتمع
حدثت هذه الواقعة في مصر منذ بضعة شهور وهي ان شاب اعتاد مواعدة الفتيات وكان هذا الشاب لا يكتفي بأن يوقع الفتاة في المصيدة ويظفر بها بل ويفوم بتصويرها وهي لا تدري بحيث يقوم باستدراجها في أي وقت شاء بل ويقوم باستخدامها للايقاع بفتيات أخريات او لتكون تحت تصرفه مع اصدقائه .. بعد فترة من الزمن وبطريقة ما تسرب فيديو الفتاة والذي كان بحوزة الشاب حتى راه كل الناس بما في ذلك والد الفتاة فماذا كانت ردة فعل الاب ...ذهب الى الشاب وقتله وذهب الى ابنته والقى بها من سطح العمارة ليرديها قتيلة .. تم القاء القبض على والد الفتاة وفي المحكمة عندما سأله القاضي لما فعلت هذا وهل انت مذنب فصرخ بالقاضي والدموع تملأ عيناه ( قللي يا حضرة القاضي ماذا كنت ستفعل لو كنت مكاني , ونظر الى الحضور وصرخ بهم بنفس السؤال ) تأملت بهذه القصة طويلا والالم يعنصر قلبي لمصير هذه الفتاة ولوالدها وقلت في نفسي هل كان والد الفتاة محقا في تصرفه مع انه كان يسرف في عشقه لابنته ودلاله لها وماذا كنت سافعل ( لا سمح الله ) لو كنت مكانه قصة تحتاج الى تامل شديد وتحتاج الى استخلاص الدروس والعبر
أقول لك يا لؤي وقاسم لو كنتم في بيتي لأكرمتم غاية الكرم ولفعلت معكم مثلما فعل ابراهيم مع ضيفه المكرمين واعتذر اليكم اذا صدرت مني اي كلمة جارحة او تعبير قاسي المسألة هي أنكم تتحدثون بأمور حساسة جدا تمس معتقدي وعندما أرد على أحد منكم في نقطة معينة ترى الاخر يصعد الحوار ليسأل عن شيء ويشكك في شيء أعظم هل تذكرون قصة بني اسرائيل مع رب العالمين طلبو منه المعجزات الواحدة تلو الاخرى وبعد ان اتاهم بتسع معجزات متوالية (العصا , اليد ,فلق البحر,السنين , الطوفان ,الجراد , القمل, الضفادع ,الدم ) بعد هذا كله ماذا كان طلبهم انحدروا في حوار موسى عليه السلام الى درجة الوقاحة حيث قالوأ(واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون ) ومن الطريف هنا ان اذكر عندما سئل دوكنز وهو من رواد الالحاد في القرن العشرين من الاعلامي بن ستاين قال له ستاين ماذا ستقول اذا ما التقيت باله ما يوم القيامة وقال لك :اني اعطيتك الشهرة والمال وانظر ماذا فعلت ؟ فأجاب دكنز: سأقول له سيدي لما تجشمت كل تلك الالام واخفيت نفسك
على اية حال اعتذر منكم جميعا مرة اخرى واسأل الله لكم الهداية